نبذة عن جنكيز خان
ولد على ضفاف نهر أونون قرابة 1162 وسمي تيموجين “من الحديد” أو “الحداد” وحصل على اسم الشرف جنكيز خان عام 1206 عندما أعلن قائداً للمغول خلال اجتماع قبلي.
يختلف المؤرخون على معنى الاسم حيث خان تعني القائد، الحاكم أما جنكيز فقد تعني “المحيط”أو “حسب” لكن التعبير يترجم عادة الحاكم الأسمى أو العالمي.
جنكيز خان محارب وقائد مغولي وهو الذي أسس الإمبراطورية المغولية والتي تُعَد أكبر امبراطورية في التاريخ وذلك من خلال القضاء على قادة قبائل شمال شرق آسيا وتوحيد تلك القبائل.
منذ ولادته تنبّأ قومه أن تيموجين سيكون قائدًا عظيمًا. في صغره تعرّض للكثير من الأهوال والمصاعب لكنه تمكن بصلابته وذكائه من مواجهة ما اعتراه من تلك الصعوبات، وتميّز تيموجين بالشراسة والوحشية وبالحكمة أيضًا حتى تمكن من توحيد قبائل المغول وتأسيس الإمبراطورية المغولية.
في العشرين من عمره تعرض تيموجين للأسر على يد قبيلة التايجست، لكنه تمكن من الفرار بمساعدة أحد الحراس. قام تيموجين بعدها بالتعاون مع إخوته ومع بعض رجال القبائل المختلفة بتشكيل جيشٍ قوامه 20,000 رجل استطاع من خلاله إنهاء الصراعات القبلية وإخضاع قبائل المغول لتكون تحت رايته.
كان لدى تيموجين جيشًا مرعبًا، فقد مزج في جاهزيّته بين التكتيكات العسكرية وبين الشراسة والوحشية في القتال، واستطاع محاربة أعدائه التتار وثأر لمقتل والده بقتله أغلب ذكور التتار دون أن يفرّق بين صغيرٍ أو كبير.
المرحله الأولى من حياة جنكيزخان
وُلِد جنكيز خان في شمال وسط منغوليا قرابة عام 1162 ميلادية. اسمه هو "تيموجين" نسبةً إلى قائد التتار الذي تمكن والد جنكيز خان من الانتصار عليه وأسره. ووفقًا لكتاب "التاريخ السري للمغول" فقد وُلد تيموجين وفي قبضته قطعة من الدم، الأمر الذي يعني بحسب تقاليد المغول بأن هذا الوليد سيكون قائدًا ذو شأنٍ عظيم.
وعندما كان عمر جنكيز خان حوالي التاسعة من العمر ، تمت خطوبته علي ابنة زعيم القبيلة داي سيشن والتي كانت تبلغ من العمر 10 سنوات وتدعي بورتي، ولكن في وقت ما ، توفي والد تيموجين ( جنكيز خان ) ، وتلاشت قوة العائلة مع خروج العديد من أتباع والده عنه ، وتم اجبار تيموجين وعائلته وأتباعه المتبقون على كسب العيش على أراضي الرعي الهامشية ، الا انهم كانوا يأملون الي اكثر من ذلك حيث انهم حاولوا عدة مرات قتل عائلته، وفي حوالي عمر ال 14 سنة ، يقال ان جنكيز خان قتل أخاه الغير شقيق بيكتر ليثبت تيموجين بذلك قوته ويفرض نفسه رئيسًا للعائلة.
صعود جنكيز خان إلى السلطة :
بعد بضع سنوات من قتل شقيقه واستعادة سلطته، شعر تيموجين أنه قوي بما فيه الكفاية ليعود إلى داي سيشن ويطلب يد بورتي للزواج ، ولكنه قد بالغ في تقدير قوته الخاصة ، وتم اختطاف بورتي منه في غارة شنتها قبيلة تدعى ميركيت ، وفعل جنكيز خان كل ما في وسعه بمساعدة من أصدقائه لتحريرها.
وفي عام 1206 ، احتل تيموجين معظم منغوليا واضطرت القبائل الباقية إلى الاعتراف به كقائد لهم ، وانتشر اسم جنكيز خان وهذا الاسم كان له ترجمات مختلفة ، واحدة منها "السيادية المحيطية"
وفي عام 1206 ، احتل تيموجين معظم منغوليا واضطرت القبائل الباقية إلى الاعتراف به كقائد لهم ، وانتشر اسم جنكيز خان وهذا الاسم كان له ترجمات مختلفة ، واحدة منها "السيادية المحيطية"
بناء الامبراطورية المغولية :
في السنوات التي تلت الاستيلاء على منغوليا ، كان جنكيز خان يطلق حملة ناجحة ضد أسرة جين ، حيث أخذ عاصمتها تشونغدو (بالقرب من بكين الحديثة) في عام 1215 ، ثم حول انتباهه إلى الغرب ، متجهاً إلى عمق آسيا الوسطى، وفي عام 1219 ، شن حملة ناجحة ضد شاه خوارزم (مقرها في إيران في العصر الحديث) بحسب ما ورد مع جيش يصل إلى 200000 رجل.
وفي الواقع حتي الان لا نعرف لماذا كان جنكيز خان يشعر بأنه مضطر لإطلاق هذه الحملات وحتي الان قد تكون هذه النقطة موضوع نقاش بين العلماء ، ولكنهم طرحوا العديد من الأفكار ، منها أن الحروب في منغوليا قد استنفدت إمدادات البلاد من الحيوانات وكان جنكيز خان بحاجة إلى غارة دول أخرى لمنع التجويع، وهناك فكرة أخرى وهي أن فترة من الطقس الجاف في منغوليا أدت إلى قرار جنكيز خان بالاستيلاء على أراض جديدة لشعبه، وكانت هناك فكرة ثالثة وهي أن جنكيز خان شعر بأن له الحق الإلهي في غزو العالم.
مهما كانت أسبابه ، فقد فاجأت غزواته السريعة العالم القروسطي بجانب تكتيكاته فقد قام باستخدام القوس المركب والفرسان والخلوات المختلقة كما انه اضطر لطلب المساعدة الخارجية من أجل معرفة كيفية إجراء حرب الحصار، وقدم جنكيز خان الكثير من الابتكارات في شكل الحكومة والتنظيم حيث انه حول المجتمع المنغولي من مجتمع قائم على القبائل إلى مجتمع قادر على القهر وحوله الي إمبراطورية.
وفرض جنكيز خان هيكلة إدارية متطورة ونظام منتظم من الضرائب،وعمل علي تجنيد الأتراك والصينيين وغيرهم، وبدأ في وضع نظام أكثر استقرارا يمكن أن يسهم في تشكيل حكومة أكثر تنظيما، مع المواقف الرسمية المتخصصة حيث انه ابتكر نظامًا من القوانين واللوائح لإدارة هذه الإمبراطورية الجديدة الخاصة به، ووفقا لذلك أنشأ قاعدة لكل مناسبة ولائحة لكل ظرف.
وكان جنكيز خان يقول دوما إن النهب من حملاته يجب أن يتقاسمه مع قواته وأصر على أنهم يتبعون روتين تدريبي قوي يركز على الصيد، فقد كان يريدهم معتادين على الصيد ويعرفون كيفية التعامل مع القوس وتحمل المصاعب ، وفي الواقع انه ساعدت سياسات كهذه على الحفاظ على تماسك جيشه ، حيث انهم كانوا يتقدمون بأية طريقة تتطلبها المناسبة.
وبينما كان جنكيز خان معروفًا بوحشيته ، فقد كان يأمر قواته بعدم إيذاء الحرفيين وترك رجال الدين وحدهم ، مع احترام رجال دين من أتباع الديانات الأخرى، وكان يتبع جنكيز خان نفسه نظامًا من المعتقدات التي تدور حول الشامانية المنغولية.
إنجازات جنكيز خان
طوّر جنكيز خان دستورًا للبلاد أكّد من خلاله على أهمية الالتزام بالسلوك الاجتماعي الملائم للأفراد؛ فمنع قتل أفراد الدولة لبعضهم البعض ومنع السرقة وشهادة الزور وخيانة الأزواج، وأوجب على كل مخالف لهذه القواعد عقوبة الموت.
لم يكن اعتماده في ترقية رجال الدولة على النسب والسلالات بل كان مُهتمًا بولائهم وكفاءتهم.
سمح جنكيز خان بالحرية الدينية في الإمبراطورية المغولية وترك للأفراد حرية اختيار الدين والعبادة، وذلك بعد الانصياع الكامل لجنكيز خان وتقديم الولاء له.
بعد أن كان المغول قبائل متناحرة، توسعت الإمبراطورية المغولية في عهد جنكيز خان لتشمل آسيا الوسطى أي إيران وأفغانستان وجنوب روسيا.
وغزا الجيش المغولي بقيادة تيموجين قبائل شرق وأواسط آسيا، وبوحشيّته وقوّته تمكن من هزيمة قبائل تلك المنطقة لتصبح تحت سيطرته.
تميّز تيموجين بعقليته العسكرية الفذة فقد كان يقرأ عدوّه بحنكة ويبتكر استراتيجيات جديدة لتحريك الجيوش، وتميز الجنود من جيشه بروحهم القتالية العالية وبأسلحتهم المتطورة الملائمة لطبيعة المعارك التي يخوضونها، وابتكر تيموجين طرقًا فعالة ليبقي جيوشه بجاهزية كاملة في كل الأوقات من حيث المؤن والامداد.
نظرًا لانتصاراته المتلاحقة ولإلحاقه الهزيمة بقبائل المغول المتناحرة، فقد قدّم كلّ زعماء القبائل الولاء والطاعة لتيموجين وأطلقوا عليه لقب "جنكيز خان" والذي يعني "الحاكم العالمي"، لم يكن لذلك اللقب دلالات عسكرية وسياسية فحسب، بل كانت له دلالات روحية إذ تم اعتبار جنكيز خان خليفة عن الإله في الأرض.
في غضون توسع الإمبراطورية المغولية أصبحت الحاجة ملحّة للحصول على مصادر جديدة من موارد الطعام ومختلف الاحتياجات، مما دفع جنكيز خان الى غزو مملكة تشي تشيا والتي كانت تضم التانغت والتبتيين كما أنه غزا مملكة جين (في شمال الصين حاليًا) واستطاع أن يهزمهم وأن يحصل على خيرات تلك البلاد.
لم يكتف جنكيز خان بالتوسع شمالًا وشرقا، بل إن توسعاته امتدت غربًا نحو البلاد الإسلامية، فأرسل البعثات الدبلوماسية يعرض على تلك البلاد دخول جيوشه بشكلٍ آمن وليُخضع تلك البلاد لسيطرته.
قام جنكيز خان بإرسال جيوشه للقضاء على الدولة الخوارزمية حين قتلوا سفيره وأرسلوا رأسه إليه، أثار هذا التصرف غيظه فأمر تلك الجيوش بأن يُنَكّلوا بالخوارزميين فقاموا بقتل كل شيءٍ على قيد الحياة بدون هوادة، حتى الحيوانات لم تسلم من تلك الوحشية، في ظل ذلك أخذت الدولة الخوارزمية تتهاوى أمام جيوش المغول مدينةً تلوَ الأخرى إلى أن أخضعها جنكيز خان بالكامل.
استمرت الإمبراطورية المغولية بقيادة جنكيز خان بالتوسع حتى بسطت سيطرتها على آسيا الوسطى، وبعد وفاة جنكيز خان استمر توسّع الإمبراطورية المغولية ووصل إلى فيينا ولم يستمر حينها التوسع باتجاه أوروبا بسبب وفاة القائد المغولي أوجيدي آنذاك.
وفاة جنكيز خان
في عام 1227 توفي الإمبراطور المغولي جنكيز خان ودُفن في مكانٍ مجهول، ولكن يرجّح البعض أنه دُفن بالقرب من مكان ولادته في جبال منغوليا الشمالية قرب نهر أونون. وقد قيل أنّ رجال جنكيز خان أثناء جنازته كانوا يقتلون كل من يصادفونه في طريقهم حتى يبقى مكان دفنه مجهولًا.
وبعد وفاته ، خلفه ابنه ، أوجاي ، حتى وفاته في عام 1241 ، وبعد ذلك كانت الخلافة المستقبلية عليها تنازع كبير ، مما أدى إلى خلافات وحروب ، وفي نهاية المطاف اقتحمت الإمبراطورية دولًا مختلفة ، فمثل هذه النزاعات والانقسامات كانت عوامل رئيسية في انهيار إمبراطورية المغول.
وفي النهاية بالنسبة للأشخاص الذين أصبحوا رعايا للإمبراطورية ، كان صعود جنكيز خان مذهلاً بالنسبة اليهم ، وبالنسبة للبعض الاخر كان جنكيز خان رمزا إلهياً تقريباً ، وقبل ظهور (جنكيز خان) لم يكن لديهم اي رئيس أو حاكم ، وكل قبيلة أو قبيلتين كانت تعيش بشكل منفصل ولم يكونوا متّحدين مع بعضهم البعض ، بل كان هناك قتال مستمر وعداء بينهم.
حقائق سريعة عن جنكيز خان
لا يوجد أي تصور مؤكد عن شكل جنكيز خان، وأغلب الوصف الحالي مصدره تصورات المؤرخين المتناقضة.
أحد قادته العسكريين كان مقاتلًا في جيش عدوّه وتمكّن من رمي حصان جنكيز خان بسهم نافذ، فأُعجِب جنكيز خان بقدرة هذا المقاتل ولقّبه بال "سهم" وعيّنه قائدًا في جيشه.
يُقدّر عدد ضحايا جنكيز خان ب 40 مليون قتيل من خلال معاركه الدموية.
أحد قادته العسكريين كان مقاتلًا في جيش عدوّه وتمكّن من رمي حصان جنكيز خان بسهم نافذ، فأُعجِب جنكيز خان بقدرة هذا المقاتل ولقّبه بال "سهم" وعيّنه قائدًا في جيشه.
يُقدّر عدد ضحايا جنكيز خان ب 40 مليون قتيل من خلال معاركه الدموية.
أشهر أقوال جنكيز خان
أنا عقاب الله المرسل ؛ ولم يكن الرب ليرسل اليكم هذا العذاب ما لم تكونوا قد أرتكبتم ذنوبا جسيمة .
ان تصرفا ناجما عن غضب هو تصرف محكوم عليه بالفشل.
فلتكونوا على قلب واحد حتى تقهروا أعدائكم وتعيشوا حياه سعيده مديده .
* * * * *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق